{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ} قيل اللام بمعنى من، أي اقترب من الناس حسابهم، أي وقت محاسبة الله إياهم على أعمالهم، يعني يوم القيامة، نزلت في منكري البعث، {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} عن التأهب له. {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به.قال مقاتل: يحدث الله الأمر بعد الأمر قيل: الذكر المحدث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قال بأمر الرب، {إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} أي استمعوه لاعبين لا يعتبرون ولا يتعظون. {لاهِيَةً} ساهية غافلة، {قُلُوبُهُمْ} معرضة عن ذكر الله، وقوله: {لاهِيَةً} نعت تقدم الاسم، ومن حق النعت أن يتبع الاسم في الإعراب، وإذا تقدم النعت الاسم فله حالتان: فصل ووصل، فحالته في الفصل النصب كقوله تعالى: {خشعا أبصارهم} [القمر: 7]، {ودانية عليهم ظلالها} [الإنسان: 11]، و{لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} وفي الوصل حالة ما قبله من الإعراب كقوله، {أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} [النساء: 75]؛ {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي أشركوا، قوله: {وَأَسَرُّوا} فعل تقدم الجمع وكان حقه وأسر، قال الكسائي: فيه تقديم وتأخير، أراد: والذين ظلموا أسروا النجوى.وقيل: حمل {الذين} رفع على الابتداء، معناه: وأسروا النجوى، ثم قال: وهم الذين ظلموا.وقيل: رفع على البدل من الضمير في أسروا. قال المبرد: هذا كقولك إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله، على البدل مما في انطلقوا ثم بين سرهم الذي تناجوا به فقال: {هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} أنكروا إرسال البشر وطلبوا إرسال الملائكة.{أَفَتَأْتُونَ} أي تحضرون السحر وتقبلونه، {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} تعلمون أنه سحر.